أخبار بلا حدود- أشعل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني جدلا دبلوماسيا خلال الساعات الأخيرة بسبب تصريحات نُسبت إليه، من شأنها أن تنسف العلاقات الفرنسية الجزائرية المنسوبة من الأساس.
وعرض وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورني، مستقبل علاقات بلاده مع الجزائر لمخاطر قد تؤدي إلى حصول انتكاسة جديدة.
هذا الانزلاق حدث أثناء حديثه عن علاقات بلاده مع النظام المغربي وموقفها من القضية الصحراوية في سياستها الخارجية.
وقال الوزير الفرنسي: “لقد أجرينا عدة اتصالات منذ توليي لحقيبة الخارجية مع السلطات المغربية.
طلب مني رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون شخصيا أن أستثمر في العلاقة الفرنسية المغربية، وأن أكتب أيضا فصلا جديدا في علاقتنا، وسألتزم بذلك.”
وانطلاقا من يقينه بأن العلاقات الفرنسية المغربية محكومة بموقف باريس من القضية الصحراوية، غازل ستيفان سيجورني النظام المغربي، قائلا إن فرنسا كانت دائما في الموعد، حتى فيما يتعلق بالقضايا الأكثر حساسية مثل قضية الصحراء الغربية، التي لقيت الدعم الواضح والمستمر من فرنسا فيما يتعلق بالحكم الذاتي.
وهذه التصريحات الخطيرة قد تؤدي حتما إلى مآلات معقدة في مستقبل العلاقات الفرنسية الجزائرية.
وأضاف: “لقد أصبحت الخطة حقيقة منذ العام 2007 (تاريخ إطلاق المخطط). ونضيف أن الوقت قد حان للمضي قدمًا. سأبذل قصارى جهدي في الأسابيع والأشهر المقبلة للتقريب بين فرنسا والمغرب.”
هذا ما يبدو مغازلة من سيجورني للنظام المغربي، غير أن ذلك من شأنه أن يترك، من دون شك، أصداء غير سارة لدى القيادة العليا في الجزائر.
وهو نفس الوزير الذي قاد حربا واسعة ضد المغرب داخل البرلمان الأوروبي بسبب قضايا الفساد التي تورطت فيها الديبلوماسية المغربية، كما كان يكن العداء الصارخ للمغرب.
ولكن بعد توليه حقيبة الخارجية، تحول إلى مغازل للنظام المغربي، مما أثار تساؤلات حول سر هذا التغيير المفاجئ في الموقف نحو المغرب.
ومن الممكن أن يتسبب هذا في إقالته، إذا حاول تعريض علاقات بلاده للخطر مع الجزائر، مما قد يهدد مشروع ماكرون الذي حافظ عليه لأكثر من خمس سنوات، مما قد يعرضه للخروج من وزارة الخارجية الفرنسية بفعل الضغط الديبلوماسي الجزائري الكبير على فرنسا.