تحديات الأمن والسيادة في مالي: رؤية الحكومة الانتقالية وسبل التصدي للتحديات

تحديات الأمن والسيادة في مالي رؤية الحكومة الانتقالية وسبل التصدي للتحديات
 

أخبار بلا حدود- في 14 نوفمبر 2023، أعلنت القوات المسلحة المالية سيطرتها على منطقة كيدال الاستراتيجية شمال البلاد، والتي تمثل سيادتها مشكلة بالنسبة للحكومة ويعد هذا التقدم على أرض المعركة نجاحًا رمزيًا مهمًا للحكومة الانتقالية التي يقودها العقيد أسيمي غويتا منذ عام 2021، ولكنه يظل غير كافٍ بالنظر إلى اتساع رقعة الأراضي المالية والبلدات العديدة التي لا يزال يتعين استعادتها.

في شمال مالي، تتصاعد التوترات بشكل مطرد منذ سنوات، كما هو الحال في بلدة تاودني التي تقع على بعد حوالي 750 كم شمال تمبكتو في صحراء تنزروفت الجزائرية المالية، ودائرة تين إيساكو التي لا تزال خارج سيطرة الحكومة المالية وجيشها.

وقد يؤدي هذا الفشل إلى تعريض منطقة كيدال لتهديدات من وقت لآخر ، حيث لا تزال مدينة تمبكتو تحت حصار جماعة “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” التي أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى المدينة منذ 13 أغسطس/آب، مما أدى إلى قطع الإمدادات الغذائية والمساعدات الإنسانية عن المدينة.

بالإضافة إلى ذلك، أدى وضع مماثل للوضع في مالي إلى عدم الاستقرار الأمني في بلدان أخرى في الشرق الأوسط. ففي سوريا على سبيل المثال، تتعرض المناطق الواقعة خلف بحيرة الأسد لسيطرة الجماعات المسلحة، بالإضافة إلى تدخل قوات أجنبية على الأراضي السورية ومثال ذلك القوات الأمريكية الموجودة هناك في شكل عملية “الحل المتأصل” عام 2014، وذلك بسبب عدم سيطرة الحكومة السورية على هذه المناطق.

ومن الضروري مواصلة الجهود الرامية إلى بسط سلطة الدولة على كامل التراب المالي بالطريقة العسكرية من خلال تعزيز قدرات الجيش ومضاعفة عمليات القوات المسلحة المالية بالتنسيق مع تحالف دول الساحل، أو بالطريقة الدبلوماسية من خلال إجراء مفاوضات مع الحركات الداعية للانفصال

وبالفعل، من الضروري إجراء حوار جديد بين الماليين لإيجاد حلول توافقية لازماتهم وفي هذا الصدد، استجاب أكثر من 160 زعيم من منطقة كيدال لدعوة رئيس المرحلة الانتقالية، العقيد عاصمي غويتا، بالاستقالة الفورية من مجلس أدرار إيفوغاس، والإطار الاستراتيجي الدائم. والهدف من ذلك هو تجربة نهج داخلي لحل الأزمة.

في الوقت نفسه تواصل الحكومة الانتقالية في مالي دعوة الشعب المالي إلى التزام الهدوء، مذكّرة بأن عملياتها مستمرة من أجل استعادة كامل التراب المالي والقضاء على الإرهاب الذي يهدد البلاد ومنطقة الساحل منذ عشر سنوات، والعودة إلى مالي موحدة ومزدهرة.

شاهد أيضاً

فرنسا تضغط على المغرب لتعزيز مسار التطبيع مع إسرائيل

فرنسا تضغط على المغرب لتعزيز مسار التطبيع مع إسرائيل

أخبار بلا حدود- تبنت فرنسا منذ نشأتها المشروع الصهيوني، حيث أصبح ركيزة أساسية في السياسة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!