بلاد نيلسون مانديلا تحدت ونجحت

بلاد نيلسون مانديلا تحدت ونجحت

  • بلاد مانديلا تحدت ونجحت

لا اعرف لماذا كنت انتظر هذه الدورة بفارغ الصبر والكثير من الترقب والحماس.

ربما لأن الدورة ستقام في افريقيا لأول مرة وستكون تفاصيلها مختلفة عن بقية الدورات.

وربما لأنني انتمى إلى هذه القارة العجيبة والمتنوعة ولطالما عشقت تاريخها وجغرافيا دولها.

وقد يكون السبب مرتبطا بالعجوز مانديلا مباشرة حيث كنت أرى أن استضافة جنوب افريقيا للبطولة هو استمرارية وامتداد لنضال هذا الرجل الأعجوبة والذي أعاد هذه الدولة الجميلة إلى حضن الماما افريكا.

بعد طول انتظار بدأ المهرجان الكروي العالمي على الأراضي الجنوب أفريقية وغلب عليه الطابع الافريقي في كل شيء.

ملاعب مصممة وفق الصبغة المحلية وطقوس مورست في المدرجات عكست ثقافة وتاريخ القارة عموما والبلد خصوصا.

حتى أن أجواء المباريات كانت اشد شبها بتفاصيل تلك اللقاءات التي كانت تجرى داخل القارة بين أنديتها وفرقها الوطنية في شتى المنافسات.

كان مونديال مميز جدا برونق خاص اختلف شكلا ومضمونا عن بقية الدورات وربما هو الانتماء من جعلني ارى من منطلق هذا المنظور.

لقاءات جرت تحت حر الشمس خاصة تلك التي لعبت في دوربان وأخرى لعبت في طقس ماطر مثل التي جرت في كيب تاون وهذا يعود لكبر مساحة الدولة المستضيفة وتنوع مناخها.

الملاعب كانت جميلة رغم أن الأنظار تركزت على ملعب سوكر سيتي الذي احتضن النهائي وكان فأل خير على لاروخا الذين حققوا اول لقب لهم.

دورة كانت ناجحة بكل المقاييس رغم بعض الهفوات التي تم تجاوزها والعمل على إصلاحها بعد ذلك ولم تؤثر على السير الحسن للأحداث.

وقد أثنى جوزيف بلاتر على جنوب افريقيا كثيرا ورأى أنها نجحت إلى أبعد الحدود في احتضان العرس العالمي.

والجميل في كل هذا هو تغير خارطة كرة القدم بعودة الاورغواي إلى الواجهة بعد غياب طويل عن المراكز الأولى استمر لعقود ويعود الفضل إلى تألق فورلان الذي رسم لوحات جميلة جدا لا يمكن أن تنسى.

بطولة بعثت فيها هولندا من جديد وكادت أن تحقق اللقب لولا فطنة ودهاء انييستا.

والذكرى الخالدة هي تلك التي جمعت كل المتناقضات في ثناياها والتي تمثلت في تألق غانا ووصولها إلى الدور الربع وخروجها التراجيدي الذي حبس الأنفاس.

عودة الجزائر رغم الظهور المخيب والخروج المبكر لكن مباراة الفريق الوطني أمام خصمه الانجليزي كانت نموذجية جدا وكانت سببا في تشكيل نواة منتخب قوي بعد ذلك.

انتهت الدورة وفازت اسبانيا باللقب ونجحت جنوب افريقيا في التنظيم ورقص الجميع على انغام waka waka وسقطت ايطاليا في فخ لعنة حامل اللقب في مشهد مثير وتم خداع جميع الحراس من طرف الجابولاني تلك الكرة الراقصة التي لم يتمكن أحد من ترويضها سوى القديس كاسياس.

كل هذه المعطيات جعلتني أرى أن الساوث افريكا تحدت ونجحت في تنظيم المونديال.

جميع الحقوق محفوظة للاستاذ :زيتوني إسماعيل

شاهد أيضاً

سميرة بيطام

سميرة بيطام: هل تكفي الرقمنة لتطوير الصحة الجزائرية؟

أخبار بلا حدود- كوني خبيرة في التسيير الصحي قمت بمراجعة بعض الأبحاث والمقالات حول موضوع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!