أخبار بلا حدود- في خطوة استراتيجية تعكس التوجه الجديد في سياسة العلاقات الخارجية للجزائر، أعلن وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، في ندوة صحفية عُقدت بالتعاون مع نظيرته الأندونيسية ريتنو مارسودي بالعاصمة الجزائرية، عن تقديم الجزائر طلبًا رسميًا للانضمام إلى معاهدة الصداقة والتعاون مع منظمة آسيان.
وأكد عطاف أن هذه الخطوة تأتي في إطار رؤية الرئيس الجزائري تبون لبناء علاقات دولية قوية وطيدة مع دول آسيا، وتعزيز التعاون والتبادل في مجالات متعددة. وفي هذا السياق، تسعى الجزائر إلى الانخراط الفعّال في تكتل آسيان كجزء من استراتيجيتها الجديدة في مجال الشؤون الدولية.
ومع هذه الخطوة التاريخية، أثارت الجزائر توترات دبلوماسية مع بعض الدول العربية، خاصة المغرب و الإمارات العربية المتحدة، حيث يُعتبر الانضمام إلى آسيان تحديًا للتوازن الإقليمي والقوى الإقليمية.
وفي سياق التطورات الإقليمية، أشار مراقبون إلى محاولات من قِبَل النظام الإماراتي والمغربي لتشويش على هذا القرار الجزائري، مستغلينه في سياق التنافس الإقليمي والصراعات السياسية. وتعتبر هذه المحاولات محاولات لشتويش على مخططات الجزائر ومشاريعها المستقبلية.
وفي هذا السياق، يُلقي النظام المغربي والإماراتي باللوم على الجزائر، معتبرين أن تحالفها مع آسيان يشكل تحديًا خطيرًا، خاصة في ظل رفضها لسياسات التطبيع والانبطاح. وترى هذه الدول العربية أن الجزائر، بتوجيه بوصلتها نحو شرق آسيا، تحاول إعادة تحديد مواقفها وتكوين تحالفات جديدة.
وفي هذا السياق، يُظهر الدور الدبلوماسي الهام الذي يتطلبه الجزائر لإقناع شركائها بأهمية انضمامها إلى آسيان. ويركز مراقبون على ضرورة أن تتبنى الجزائر ديبلوماسية قوية لتجاوز التحديات التي تطرأ نتيجة لتحركها في هذا الاتجاه.
وفي ختام الندوة الصحفية، أكد عطاف على إصرار الجزائر على بناء شراكات دولية قائمة على مبادئ الصداقة والتعاون، مشددًا على أن انضمامها إلى آسيان يعكس استعدادها للتعاون الفعّال مع دول العالم في سبيل تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.
الولايات المتحدة تمارس ضغطًا على المغرب لتسوية الأزمة الدبلوماسية بين محمد السادس وتبون