الكاتب الصحفي بوعقبة: لن أنسى هذا الأمر “المؤثر” الذي عشته في السجن

الكاتب الصحفي بوعقبة لن أنسى هذا الأمر “المؤثر” الذي عشته في السجن

أخبار بلا حدود – سرد الكاتب الصحفي سعد بوعقبة تفاصيل توقيفه من قبل عناصر الأمن وسجنه ليلتين على خلفية مقال نشره أثار كثيرا من الجدل واتُّهم فيه بالعنصرية والإساءة لسكان الجلفة.

وقال بوعقبة إنه تألم أشد الألم لسجنه، وإنه كان صادقا عندما اعترف بخطئه تجاه الجلفاويين واعتذر عن ما بدر منه في المقال.

وكتب: “لقد قلت صادقا للجلفاويين، أنني أخطأتُ التعبير، وأعتذرُ عن ما بَدَرَ مني في المقال، ولو كنت قد تعمدت الخطأ، لما اعتذرت، ولا تَنقُصُنِي الشجاعةُ في ذلك!”.

وأضاف “أما اليوم، فقد تألمتُ أشدَّ الألمِ، لسجني من قبل قُرائي الأعزاء في الجلفة، والذي كان بتحريضٍ من السلطة، وهذا هو مَصْدَرُ الألم!”.

وتساءل بوعقبة “لماذا لم يشتكي بي هؤلاء إلى العدالة في الجلفة؟! بل رفعوا شكواهم إلى الأمن القريب من رئاسة الحكومة؟! ولماذا أُنهيت مهامُ مدير الأمن في الجلفة؟!”.

واتهم بوعقبة سكان الجلفة باستغلالهم من جهات لم يسمّها بهدف النيل منه، وقال “ما آلمني، هو كيفية استغلالكم من الغير للنيل مني، وتَصَرُفِكُم معي بمنطق (TNT)، أي أن الخطأ الأول هو الأخير! وهي صفة لا توجدُ لدى أهل الجلفة الأحرار، والذين ألبسوني، برنوس حرية الصحافة.”

الكاتب الصحفي سعد بوعقبة: أمام القضاء بسبب مقاله عن الجلفة

وواصل بوعقبة “ما يؤلمني حقا، أن يسجنني خصومي التقليديين، بواسطة قرائي الذين أعتزُ بِهم، لهذا فإن البراءة، أوالحُكم بالإدانة في هذه القضية بالنسبة لي، أمران أحلاهُما مرّ.”

وأعرب صاحب عمود “نقطة نظام” عن تأثره البالغ لاتهامه بقلة الوطنية والعنصرية “بعد 50 سنة من الكفاح بالقلم، لخدمة القيم النبيلة.”

  • تفاصيل التوقيف والسجن

قال سعد بوعقبة إنه أحس لحظة توقيفه أنه “إرهابي خطير” أو “بارون مخدرات”، منوها بالمستوى العالي للضباط المحققين معه.

وجاء في مقال بوعقبة “عندما جاءني رجال الشرطة بسيارتين لاعتقالي، وكأنهم كانوا يريدون اعتقال إرهابي خطير، أو بارون مخدرات.”

وأردف “قلت للضابط المسؤول عن العملية: “لقد كنت أنتظر قدومكم، لأنني سمعت بأمر اعتقالي قبل 20 ساعة، لأن الشرطة لم يعد بها أسرار، وهذا هو خوفي على سلامة أمن البلاد، والذي أحذر منه دائما في كتاباتي.”

وزاد “نمت ليلتين في سجن مديرية أمن ولاية الجزائر، مع متعاطي مخدرات، ورأيت ما كنت أريد أن أراه، حيث سجنت في نفس الزنزانة التي سجنت فيها قبل 51 سنة حين كنت طالبا بالجامعة (..) لهذا أشكر ناس الجلفة الذين أعادوني في شيخوختي إلى النضال الوطني في شبابي.”

ولفت الكاتب “ما وقفت عليه أيضا من هذا الاعتقال، هو المستوى العالي للضباط المحققين، والذين تفهموا ما كتبته في العمود، وتأسفوا لعدم فهم البعض، وكيفية تأويله في غير محله، حتى أن أحد الضباط قال لي، إننا سنأخذك إلى قاضي تحقيق، على مستوى عالي من الكفاءة، فقد يفهم ما كنت تقصد، ويطلق سراحك! وهو ما حدث فعلا.”

وختم بوعقبة مقاله، قائلا: “إن كنت قد أنسى، فلن أنسى تلك الصورة المؤثرة، وهي لأحد الموقوفين في قضية مخدرات، وقد طلب سجادة من السجان للصلاة، وقام يدعو الله بعدها، بالانتقام من الظالمين الذين سجنوه ظلما، ثم استعاد الشرطي السجان السجادة، وصلى أمام الزنزانة، ودعى الله أيضا أن يوفقه إلى الخير والصلاح! هذه هي الجزائر، إله واحد، وسجادة واحدة، والدعاء يختلف.”

يذكر أن قاضي التحقيق لمحكمة الدار البيضاء بالعاصمة كان وضع الكاتب الصحفي سعد بوعقبة تحت الرقابة القضائية، مع منعه من مغادرة التراب الوطني على خلفية المقال الذي نشره بموقع “المدار”.

موجة غضب بسبب مقال للكاتب الصحفي سعد بوعقبة “يسيئ” لمنطقة الجلفة

شاهد أيضاً

أمطار غزيرة تضرب معظم ولايات الوطن وتحذيرات من مصالح الأرصاد الجوية

أمطار غزيرة تضرب معظم ولايات الوطن وتحذيرات من مصالح الأرصاد الجوية

أخبار بلا حدود- حذرت مصالح الأرصاد الجوية من تساقط أمطار غزيرة على معظم ولايات الوطن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!