أخبار بلا حدود – تحدث المحلل الأمني الاستراتيجي أحمد ميزاب، عن الهجوم الذي تعرض له الجيش المالي من طرف الجماعة الإرهابية “داعش”، وكذلك المخطط الأمني الذي تستعد فرنسا تطبيقه في منطقة الساحل.
وقال ميزاب في تصريح خص به موقع “شهاب برس”، أنه تشخيصا لخارطة الإنتشار الجديدة للجماعات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل وبالخصوص مالي، فإنها تأخذ شكل جديد وأكثر تعقيدا وتشابكا من حيث التكوين والأسلحة والوسائل المستخدمة وكذلك من حيث مضادر التمويل ومن حيث القواعد الخلفية التي ترتبط بكثير من الأحيان بصراع النفوذ الدولي على المنطقة خاصة في ظل تراجع بعض الأدوار والفواعل.
واضاف المتحدث، أن مؤشرات العمليات الإرهابية في منحى تصاعدي، وأكثر شدة مما سجل في السنوات الماضية، مؤكدا أن سنة 2022 ستكون أسوأ حصيلة لضحايا الهجمات الإرهابية مقارنة بالسنوات الماضي.
وفي سياق متصل، أكد الخبير الأمني ميزاب، أن الأسلوب وتنفيذ الهجمات الإرهابية يختلف على النهج السابق، لأن الهجمات اليوم تعتمد على الوسائل الأكثر ثقلا وتطورا وبالتالي تفسير ذلك يرتبط بمجموع من الفواعل.
وقال في هذا الصدد، أن الذي يقف وراء هذه العمليات في المنطقة هو تنظيم داعش الإرهابي، الذي يرتبط بأجندات وحسابات دولية وبالتالي لا نستغرب في توظيف الدرون والمدفعية المحمولة في تنفيذ هكذا هجمات باعتبار معود على استخدام هذه الوسائل في الشرق الأوسط.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش المالي مقتل 17 جنديا على الأقل و4 مدنيين في هجوم بمنطقة حدودية مع بوركينا فاسو والنيجر.
وبخصوص إستعداد فرنسا وضع جهاز أمني لها في مناطق الساحل، قال الخبير الأمني ميزاب في حديثه لـ”شهاب برس” أن فرنسا تريد في نقل غرفة عملياتها وقياداتها العسكرية لمناطق مجاورة لمالي، لأن فرنسا -حسبه- لن تتنزل على مناطق نفوذها التقليدية والإستراتيجية ولن تسمح بالتمدد الروسي أو الصيني أو الأمريكي على حساب مصالحها وصورتها في المنطقة.
واضاف أن فرنسا تعيد تجميع وتريب أوراقها في اطار إعادة بعث صيغة جديدة لتواجدها العسكري في المنطقة وهي تستفيذ من حالة الفوضى الموجودة في المنقطة، في إطار بلورة عمليات عسكرية جديدة أكثر عنفا واتسعا للمناطق التي يتم إستهدافها.
وتابع: فرنسا هي الان تعيد صياغة استراتيجيتها الامنية في المنطقة وتتحرك في اطار ان يتحول التنافس حول مناطق النفوذ الى تنافس محموم وأكثر شدة.
وكانت وكالة الأناضول التركية قالت في تقرير تحليلي لها، إنه بعد طردها من مالي، تسعى فرنسا إلى إعادة بناء استراتيجية جديدة لها في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، تهدف بالأساس إلى منع تمدد الجماعات المسلحة بالمنطقة، ومحاصرة النفوذ الروسي فيها.
وكالة الأناضول التركية: باريس تستعد لوضع جهاز أمني لها في مناطق الساحل