أخبار بلا حدود الاخبار على مدار الساعة
قصة اللاعب الخلوق جدا خوخي بوعلام مع الكُرتين الجزائرية والقطرية أرويها لكم بأمانة، وأزعم أني أعرف الصديق العزيز بوعلام خوخي عن قرب.
قبل موعد مباراة أم درمان بيومين في شهر نوفمبر 2009 بين الجزائر و مصر، كان بوعلام خوخي على موعد هام في الدوحة لتوقيع عقده مع النادي العربي القطري العريق باقتراح من المناجير القطري ناصر الذي قدمه لمسؤولي إدارة العربي فمنحوه فرصة العمر، ولها قصة جميلة.
بعد أن وقع خوخي عقده عاد إلى الجزائر وعاش فرحة تأهل محاربي الصحراء لمونديال جنوب إفريقيا 2010 وهو لم يبلغ العشرين بعد، ثم توكل على الله وحزم حقائبه متجها إلى الدوحة لبدء رحلة تألقه مع النادي العربي التي امتدت لثماني سنوات.. لكن قبل ذلك، من أين جاء هذا اللاعب؟
- قصة خوخي بوعلام مع الأندية الجزائرية
لعب بوعلام خوخي مع نادي شبيبة الشراقة، وعندما حاول طرق أبواب الأندية الجزائرية الشهيرة أُغلقت في وجهه ولم تمنح له الفرصة لإثبات جدارته، فقاده القدر إلى الخليج وتحديدا إلى قطر.
- قصة طرده من فريق المولودية بين الحقيقة والخيال
انتشرت قصة طرد بوعلام خوخي من فريق مولودية الجزائر، والحقيقة غير ذلك تماما، فعندما كان في فئة الأواسط أراد خوض التجارب للانضمام إلى العميد، لكن اللاعب حضر في اليوم التالي لإجراء التجارب، والذي كان مخصصا لفئة الأشبال، اعتقادا منه أن ذلك اليوم مخصص لفئة الأواسط، فأخبره مسؤولو المولودية أن تجارب فئة الأواسط قد جرت بالأمس فعاد إلى منزله، وهذه هي القصة باختصار، فالفريق العاصمي لم يجربه أصلا. وبعد ذلك لعب في صفوف الشراقة، ومنها إلى النادي العربي القطري بمساعدة من المناجير ناصر كما ذكرت ذلك سلفا.
- نبذة عن النادي العربي
يعتبر النادي العربي من أعرق الأندية القطرية والجماهيرية، تُوج بألقاب عديدة، ولعب في صفوفه نجوم عدة أبرزهم الأرجنتيني غابريال عمر باتستوتا سنة 2003، والألماني ستيفان إيفمبرغ والجزائري نور الدين درويش مدافع الشبيبة القوي.
- بوعلام خوخي والتألق بألوان العربي والقميص الأحمر
لعب خوخي 8 سنوات في صفوف الفريق من 2009 إلى 2017 ، قبل انتقاله إلى صفوف الزعيم السداوي حيث يواصل تألقه، لكن اللاعب حفر اسمه بأحرف من ذهب مع النادي العربي الذي بدأ معه مهاجما، وبرز بتسجيل الأهداف الحاسمة من مختلف الوضعيات، وتميز بالتسديدات الصاروخية القوية والضربات الرأسية المتقنة، ليتحول سريعا لأحد نجوم الفريق. نال ثقة الإدارة وحُب الجماهير العرباوية، وساهم تعدد مناصب لعبه في تميزه، ليصبح ركيزة أساسية في الفريق الذي وظفه لاعبا في وسط الميدان، وأحيانا في وسط الدفاع، وبكل المناصب التي لعب فيها ترك بصمته الواضحة، ومثله قليلون جدا في الملاعب العالمية الذين يتقنون اللعب في أكثر من منصب، من الهجوم إلى الوسط إلى الدفاع، وهو المنصب الحالي للاعب مع فريقه السد، والمنتخب القطري أيضًا.
- بوعلام خوخي بألوان السد منذ 2017
واصل بوعلام خوخي تألقه اللافت مع الزعيم السداوي، تغيّرت الطواقم التدريبية للفريق وبقي بوعلام خوخي لاعبا مهما لا غنى عنه في التشكيلة الأساسية لكل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق، وآخرهم الإسباني تشافي هيرنانديز.
- بوعلام خوخي بألوان المنتخب الأولمبي القطري
في نهاية 2013 استضافت الدوحة بطولة غرب آسيا للشباب، وحينها كان المدرب الوطني لمنتخبنا الأول جمال بلماضي في قيادة العنابي الأولمبي، و لأن تألق بوعلام كان لافتا استعان به في تشكيلة الفريق القطري، وكما كان منتظرا تألق خوخي بوعلام وسجل 6 أهداف من بين 10 التي وقعها المنتخب القطري في طريقه لإحراز اللقب.
- بوعلام خوخي والمنتخب الأولمبي الجزائري
سلط الإعلام الرياضي الجزائري الأضواء على اللاعب خوخي بوعلام قبل وبعد تألقه مع العنابي القطري، وأبدى مدرب المنتخب الأولمبي الجزائري حينها عز الدين آيت جودي اهتمامه بضم اللاعب، لكن ذلك ظل مجرد اهتمام لم يجسد واقعا، وحينها كان بإمكان اللاعب حمل ألوان محاربي الصحراء في أولمبياد لندن، لكن الانتظار طال والدعوة لم تأت، وفي ذلك الوقت كان اهتمام المنتخب القطري الأول باللاعب قد أصبح مشروعا كبيرا وهدفا مسطرا.
- جمال بلماضي مدربا للعنابي القطري الأول وكأس الخليج على الأبواب
في الوقت الذي كان اللاعب ينتظر دعوة تصله من طرف الأولمبي الجزائري أو المنتخب الأول، كان موعد كأس الخليج في الرياض يقترب شيئا فشيئًا، والاهتمام القطري باللاعب يكبر من يوم لآخر، حتى أصبح حقيقة واقعة بعد أن انضم أخيرا إلى صفوف المنتخب الأول، وأصبح غير قادر الآن على حمل قميص المنتخب الجزائري. وسريعا، خطف بوعلام الأضواء وسجل هدف التتويج للعنابي القطري في شباك الأخضر السعودي، ليتوج خوخي بقيادة بلماضي بكأس الخليج في الرياض.
وبحكم قانون البهاماس، لم يعد بإمكان بوعلام خوخي تغيير الجنسية الرياضية، ومنذ تلك اللحظة، أصبح لاعبا دوليا في صفوف العنابي القطري الذي قدم له الكثير، ومنحه فرصا ثمينة للتألق، وجعل منه بطلا قاريا، وسيصبح لاعبا موندياليا قريبا جدا.
- في النهاية
بوعلام خوخي ليس أول لاعب ولن يكون آخر لاعب أيضا يحمل الجنسية الرياضية لمنتخب آخر غير منتخب بلده الأصلي، فالأمر أصبح واقعا تقوم به كل المنتخبات العالمية، ومنها الجزائر كما هو الحال مع اللاعب آندي دولور.
في الختام لا أحد سيزايد على وطنية الأشخاص، فإذا كان خوخي بوعلام سيدافع بمهنية عن ألوان منتخبه الحالي وضد منتخب بلاده الأصلي في نصف نهائي مونديال العرب، فلن يغير ذلك من حبنا و احترامنا لهذا اللاعب الخلوق والوطني الأصيل وصاحب أعمال الخير في السر والعلن. وتبقى كرة القدم مجرد لعبة فيها الفائز والمنهزم، وتلك أحكام الكرة ليس إلا.
