تعرّض علي دالي أستاذ التربية الإسلامية بثانوية أبي راس الناصري بولاية معسكر
للطرد من عمله، بعد أن نصح تلميذتين بارتداء “لباس محتشم”، على حدّ قوله.
وبين مؤيد لقرار الطرد ومتضامن مع الأستاذ دالي، تباينت آراء الجزائريين حول القضية التي لاقت جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
-
الأستاذ يخرج عن صمته
تحدّث الأستاذ عن قضية فصله في فيديو نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي
وقال إنه فُصل بعد أن نصح تلميذتين باللباس المحتشم وليس اللباس الشرعي.
وأضاف المتحدث أن مدير الثانوية أخبره بأن والدي الفتاتين اشتكوا عليه.
وأوضح الأستاذ أنه قام بالدور المنوط به وهو “تربية التلاميذ” باعتبار أنه يدرّس مادة التربية الإسلامية.
ولفت علي دالي إلى أنه بعد أن توجّه للمؤسسة التعليمية التي يدرّس بها منعه الحارس من الدخول بأمر من المدير.
ووصف أستاذ التربية الإسلامية تصرف المدير بالمسيء للأساتذة ولقطاع التربية وللدين الإسلامي.
وأشار الأستاذ إلى أن المدير أخبره بصريح العبارة “أنت أستاذ مستخلف كل الخبز واسكت”.
- مدير الثانوية يردّ
بعد أن أخذت القضية أبعادا كبيرة وأصبحت قضية رأي عام، ردّ جمال فراد وهو مدير الثانوية على الحادثة ليوضّح ما أسماه بالقضية البسيطة.
وقال فراد إن الأستاذ المعني بالطرد امتهن التدريس لمدة لا تتجاوز 34 يوما، مشيرا إلى أن أصل المشكلة يعود إلى تاريخ 17 أكتوبر حين دخل “الأستاذ بهندام لا يتماشى مع المدرسة الجزائرية العريقة”، على حد قوله.
وأوضح المتحدث أنه نبّه الأستاذ لعدم الدخول إلى الثانوية وهو يرتدي “قميصا”، ليرد عليه الأستاذ “لماذا لا ترى المتبرجات”، وفقا لما أفاد به المدير.
وأكد المدير، أن الأستاذ كان يتحجّج بالدين الإسلامي لنشر أفكار لا تتماشى مع الدين الإسلامي، مشيرا إلى أنه تلقى شكاوٍ عديدة ضد الأستاذ ذاته.
ولفت فراد إلى أنه كتب تقريرا لمديرية التربية، طالبها بفصل الأستاذ الذي كان يقوم بـ”تصرفات غير أخلاقية وغير تربوية” و”نشره لمغالطات لا تتماشى مع برنامج الوزارة الوصية مما تسبب في فتنة داخل القسم بين التلاميذ”.
وأوضح المتحدث أن علي دالي، كان يتدخل في أمور خارجة عن النطاق التربوي والبيداغوجي للوصاية والبعيد كليا عن القياس القانوني، لاسيما تجاه الإناث.
- جدل وتفاعل واسعين
عبّر جزائريون عن تضامنهم مع الأستاذ المطرود، واعتبروه طردا تعسفيا.
في هذا الصدد، قال النائب البرلماني عن حركة مجتمع السلم زكرياء بلخير
إن الإدارة الجزائرية إن لم تسترد حق الأستاذ دالي، فلا خير في هذه الإدارة ولا خير فينا كأمة مسلمة.
وأضاف بلخير في منشور عبر صفحته الرسمية فيسبوك “ما حدث معه من تعسف يذكرنا بزمن الاحتلال الفرنسي”.
من جهته قال الدكتور بلخير طاهري الإدريسي وهو أستاذ الشريعة والقانون بجامعة وهران
إن مدير ثانوية أبي راس الناصري أخطأ في إجراءات توقيف الأستاذ ولم يسلك الطرق القانونية.
من جهة أخرى قام أساتذة والطاقم التربوي لثانوية أبي راس الناصري بتنظيم وقفة داخل المؤسسة
تضامنا مع المدير، وتنديدا بسلوكات الأستاذ المستخلف.
فيما عبّر بعض رواد التواصل الاجتماعي، عن رفضهم لما قام به الأستاذ.