كشفت مصادر إعلامية، أن إسبانيا تسعى لتقريب وجهات النظر بين الجزائر والمغرب، آخر هذا الأسبوع بمناسبة اجتماع متوسطي سيُعقد في برشلونة.
وتساءلت صحيفة “القدس العربي”، عن السبب الذي دفع وزير الخارجية الإسباني خوزيه مانويل ألباريس، لأن يصف الثلاثاء قبل الماضي في تصريح لصحيفة “الديارو دي سيبيا” الإيبيرية، المغرب والجزائر بـ”البلدين الشريكين لإسبانيا وللاتحاد الأوروبي” و”معهما نبني العلاقة في البحر الأبيض المتوسط” على حد تعبيره.
وقال ألباريس بعدها في نبرة أشبه ما تكون بإعلان احتفالي عن حدث استثنائي، أو إنجاز عظيم سيحصل في غضون الأيام القليلة المقبلة، أنه و”خلال يومي 28 و29 من الشهر الجاري ستحتضن برشلونة اجتماعا لاتحاد المتوسط، حيث سنبحث هذه القضايا”.
وتضيف الصحيفة: “فمن الواضح أنه وفي الظاهر، فإن ذلك يعكس وبشكل كبير قلق مدريد من الوضع الحرج وغير الطبيعي، الذي تمر به العلاقات المغربية الجزائرية منذ عدة شهور، وتخوف إسبانيا من أن تتحمل ولو قسطا من عواقب أي تصعيد إضافي قد يحصل في تلك العلاقات في مقبل الأيام.”
ويرى كاتب المقال أن المنطق يفترض أن المحرك الأقوى لتصريحات المسؤول الإسباني هو، رغبة الإسبان في إعادة التموقع في المنطقة، وتطلعهم لاستعادة زمام المبادرة والتقاط الخيوط والأوراق الإقليمية، التي بدأت تخرج من بين أيديهم، أكثر من أي شيء آخر، ولو كان ذلك من خلال إعطاء الانطباع بأنهم الشرطي الصغير للإقليم.
ويضيف أنّ: “الوساطات أو محاولات الوساطة بين طرفي نزاع لا تحتاج لإنجاحها لتصريحات إعلامية، بقدر ما تتطلب مساعي جدية وأعمالا جانبية بعيدا تماما عن الأضواء. ولأجل ذلك يبدو أن الحرص الإسباني على إطلاق تلك التصريحات يعكس، وإلى حد كبير، نوعا من الاحتجاج غير المباشر لمدريد على إقصائها من لعب دور الوسيط في ملف الخلافات المغربية الجزائرية، وعدم حماس البلدين، أي الجزائر والمغرب، وبشكل واضح لأن تتولى الوساطة بينهما.”
وجاء في المقال أنه بمجرد وجود ولو مؤشر بسيط على بداية ذوبان الجليد بين الجارتين، قد يحسب في إسبانيا على أنه نصر للدبلوماسية الإيبيرية وربما يجعل مدريد تمضي أبعد فتنتظر من العاصمتين المغاربيتين عوائد على ذلك الإنجاز.