أخبار بلا حدود – حذرت مراصد الجو العالمية من إمكانية حدوث عواصف خطيرة او ” اعاصير متوسطية ” في الخريف المقبل في مختلف أجزاء المتوسط ومن بينها شمال إفريقيا بسبب إحترار البحر الأبيض المتوسط.
ووفقا لما نقله المركز العربي للمناخ واثناء مراقبة درجة حرارة المياه في البحر الأبيض المتوسط , تم تسجيل ارتفاع كبير على حرارة سطح الماء SST (sea surface temperature) في مختلف اجزاء المتوسط خصوصاً في الجزء الغربي منه , وهذا في الحقيقة ينذر باحتمالية تشكل عواصف عميقة جداً قد تصنف على انها اعاصير نظراً لما ستخلفه من احمال حرارية “سوبر” ستعمل على نشوء سحب رعدية ركامية قوية للغاية وماطرة بغزارة بالاضافة الى انخفاض الضغط الجوي الكبير الذي قد ينتج عن الفرق الحراري ما بين المياه الدافئة والكتل الهوائية الباردة مما يؤدي الى زيادة سرعة الرياح الى مستويات قياسية .
وأشار المركز الجوي العربي، أنه خلال الشهر المقبل سيحدث الاعتدال الخريفي بتاريخ 23/9/2022 , ومن المعروف مناخياً انه وفي شهر سبتمبر “9” تبدأ حالات عدم الاستقرار الجوي بالتشكل في اجزاء واسعة من البلاد العربية والتي تشمل بلاد الشام ” الاردن وفلسطين وسوريا ولبنان ” والعراق والشمال السعودي والشمال الافريقي والذي يشمل مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب , وهذا يعني زيادة فرص هبوط الكتل الهوائية الباردة نسبياً بشكل تدريجي صوب البحر الأبيض المتوسط , ابتداء من شهر سبتمبر على ان تزداد فرص زيارة الكتل الباردة اثناء الخريف لتصل الى ذروتها في فصل الشتاء .
كما أن ارتفاع حرارة مياه البحر الأبيض المتوسط عن المعدلات العامة في الوقت الحالي بشكل كبير وملحوظ يجعلنا نشعر بالقلق مما قد يحدث من حالات جوية قد تكون عنيفه وقد تصل الى درجة العواصف أو الاعاصير , لانه وفي فيزياء المناخ كلما زاد الفرق في درجات الحرارة بين حراره الكتلة الهوائية وحرارة سطح الماء كلما كان الاضطراب الجوي اقوى واعنف , وهذا يعتمد على مقدار الهواء البارد المتدفق صوب مياه البحر الأبيض المتوسط , والذي من المتوقع ان يولد فرق حراري كبير خلال الخريف المقبل تزامناً مع سيطرة ظاهرة اللانينا في المنطقة 3.4 من المحيط الهادئ للسنة الثالثة على التوالي , مما يعني احتمالية تولد كتل هوائية باردة جداً من القطب الشمالي لتتجه صوب الحوض البحر الابيض المتوسط وما يجاورها على نفس خط العرض نتيجة تموج التيار النفاث .
وأشار المصدر، أن ما يتمناه حقيقة هو ان يحدث تبريد لمياه البحر خلال الفترة المقبلة , اي زيارة كتل هوائية معتدلة الحرارة لحوض البحر المتوسط مما يجعله يفقد طاقته الحرارية تدريجياً وبنفس الوقت تتشكل حالات ماطرة متوسطة القوة , اما في حال تدفق رياح باردة صوب المتوسط وهو يمتلك الطاقة الحرارية بالصورة القائمة حالياً فان هذا سيحدث حالات متطرفة شديدة القوة قد تصل الى درجة الاعاصير المتوسطية والتي قد تخلف امطاراً فيضية وسيول جارفة في مختلف دول بلاد الشام والشمال الافريقي وباقي الدول المطلة على المتوسط .
- الاعصار المتوسطي او الميديكان Medicane :
هي ظاهرة جوية (عاصفة) شبيهة بالإعصار المداري أو الاستوائي تتطور فوق منطقة البحر الأبيض المتوسط، في بعض الحالات النادرة وصلت قوة العاصفة إلى قوة إعصار من الدرجة الأولى، لكن حتى في مثل هذه الحالات لا تتعبر قوة الرياح هي العامل الأخطر على المجتمع، بل يتمثل الخطر الرئيس في الأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة.
تعتبر اعاصير البحر المتوسط ظواهر نادرة للغاية وهي مدار بحث ونقاش داخل مجالات الارصاد الجوية من حيث تعريفها وهل هي اعاصير حقيقية ام عواصف شبه استوائية او منخفضات عميقة جدا.
هذه العواصف وتكونها تشبه الى حد كبير تكون العواصف شبه الاستوائية فوق المحيط الاطلسي ، والتي تتكون فوق مياه مفتوحة دافئة او باردة بحيث تحدث فرق حراري كبير ما بينها وما بين الكتل الهوائية التي تعبر فوقها .
- تاريخ الاعاصير فوق المتوسط:
تشير البيانات الأرشيفية المناخية للدول المطلة والقريبة على حوض البحر الأبيض المتوسط الى ان هذه الظواهر سجلت فوق المتوسط في سبتمبر 1947 ، سبتمبر 1969 ، سبتمبر 1973، أغسطس 1976 ، يناير 1982، سبتمبر 1983 ، ديسمبر 1984 ، ديسمبر 1985 ، أكتوبر 1994، يناير 1995 م ، أكتوبر 1996 ، سبتمبر 1997 ، كانون الأول 2005 ، سبتمبر 2006.
- والله تعالى دائماً اعلى واعلم