أخبار بلا حدود الاخبار على مدار الساعة
- أفضل مونديال
شاهدت كل هذه الدورات بكل اهتمام والأشياء التي كانت تتغير مع كل حدث منها تقدمي في العمر وزيادة الوعي لدي حول تفاصيل اللعبة.
ركزت كامل اهتمامي على دورة كوريا الجنوبية واليابان ولم يفتني منها أي لقاء مهما كانت تفاصيله وأطرافه وفي أي نطاق من جغرافيا التنافس.
وكنت حينها بعمر الثانية عشر ومثل الجميع كنت انتظر إمكانية دفاع فرنسا عن لقبها بدون زيدان ومدى قدرة رونالدو على العودة وصنع الفارق وكان يشغلني امر استبعاد روماريو في انتظار ما ستفعله الأسود الكاميرونية الغير مروضة.
وكان عنوان مونديال 2006 هو البدايات والنهايات والذي ركز فيه على عنصر التشويق ، حيث كان المونديال الألماني فرصة لأحفاد هتلر من أجل تحقيق اللقب الغائب عن خزائنهم منذ المونديال الإيطالي.
هذا الحدث كان الجميع يريد أن يكون شاهدا على بزوغ نجم ميسي ورونالدو في المقابل كان يحزن الكثير لأنه سيكون الظهور الاخير لرونالدو الظاهرة وزيدان والعديد من النجوم.
أما المونديال الإفريقي كان مميزا جدا وبشكل حصري لأنه جرى في إفريقيا من بوابة جنوب افريقيا وشهد عودة الجزائر إلى الحدث العالمي منذ 1986 رغم أن المشاركة لم ترقي إلى التتطلعات والآمال المعلقة رغم أن التأهل كان معقدا جدا وجاء على حساب أفضل منتخب في افريقيا حينها.
ولكن ما عوض هذه الحسرة هو الحضور الغاني الذي وحد أصوات سكان القارة في كل جزء منها.
المونديال البرازيلي كان جميلا جدا كونه نظم في بلاد كرة القدم والكل كان يترقب أن تفوز البرازيل باللقب وتحقق النجمة السادسة في تاريخها وتبتعد عن أقرب ملاحقيها وتفر من رقمها التاريخي من ويلات الطامعين والمتربصين ولكن كان للألمان رأي آخر ووقفوا في وجه الحلم البرازيلي بكل ما يملكون من واقعية وجماعية وتنظيم حتى أنهم كسروا آمال ميسي في النهائي ولهذا قد كانوا أكثر عدلا ووحدوا الآلام بين الشعبين رغم اختلاف حجم المرارة ، والذي جعل تفاصيل هذه البطولة رائعة هو الحضور الجزائري القوي الذي اصطدم بالواقعية الألمانية لأنه المنتخب الوحيد الذي استطاع الوقوف في وجه أبناء الرايخ.
أما الكأس الذي نظمت في روسيا فبالدرجة التي نجحت في كشف الصورة الحقيقة للروس وكسر الصورة النمطية عنهم في أذهان الشعوب الأخرى شهدت تغيرا في خارطة كرة القدم في أكبر بطولاتها.
حيث أن فرنسا عادت الى القمة وكرواتيا صنعت المفاجأة وكسرت حاجز الصمت وإنجلترا تعافت وبلجيكا بجيلها الذهبي كادت أن تحقق الحلم في حضور مخيب للأرجنتين والبرازيل وألمانيا التي عكست التوقعات وسقطت في جب الدور الاول السحيق.
دون أن نتطرق للمشاركة العربية التي كانت فاشلة بكل المقاييس حيث غادر الجميع من البداية واكتفوا بالمشاركة من أجل التقاط الصور وتسجيل الحضور لا أكثر.
وفي النهاية وفي مسألة اختيار افضل بطولة بالنسبة لي ، قد يكون الأمر صعبا وقد اختلف مع الاغلبية واتفق مع البعض والعكس وراد.
فأنا اختار بطولة كوريا واليابان لأنها كانت شاهدة على تتويج منتخبي المفضل وهو البرازيل ورسمت ملامح عودة رونالدو الذي شكك الجميع في قدرته على اللعب اصلا.
ولكنه كان أكبر من هذا كله وحمل البرازيل إلى النهائي وقهر الألمان وحارسهم أوليفر كان رغم قوتهم الكبيرة التي خسرت الرهان أمام جودة اللاعب البرازيلي.
الدورة شهدت أيضا حضور تركي أكثر من مميز فكان الفريق هو حصان الدورة الأسود وكاد أن يخرج الفريق البرازيلي وسبب لهم الحرج.
البطولة تم فيه التوقيع على اجمل هدف شهادته في حياتي وهو هدف بورقيتي في مرمى بوفون.
وتم فيها تسجيل أسرع هدف في تاريخ المونديال والذي كان من تسجيل هاكان شوكور في مرمى كوريا في اللقاء الترتيبي.
وفي تلك الدورة أيضا بزغ نجم رونالدينيو الذي أصبح بعدها أحد أفضل أساطير كرة القدم على مدار تاريخها الطويل.
وفي هذه الدورة أيضا قدم كلوزه أوراق اعتماده وبدأ مسيرته بهاتريك لينهي البطولة برصيد خمسة أهداف مكنته هذه البداية القوية بعد ذلك من أن يكسر رقم رونالدو الظاهرة الذي تعب في الوصول إليه.
كل هذه المحطات التي صارت في مصب الذكريات جعلتني اختار دورة 2002 رغم جمالية وروعة بقية الدورات.
