يسعى “الموساد” بالتنسيق مع أجهزة مخابرات بعض الدول الأفريقية إلى وضع خطة محكمة لاكتساح القارة الأفريقية، حسب ما نقله موقع “الشروق” عن صحيفة “أنتتيليجنس” المتخصّصة في المعلومات الاستخباراتية.
ويقود مدير “الموساد الإسرائيلي” دافيد دادي برينغ هذه العملية، التي انطلقت في البداية بالتنسيق مع المخابرات التشادية لإقناع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمد موسى فقي بقبول عضوية “إسرائيل” في الاتحاد الأفريقي كعضو مراقب، حسب المصدر ذاته.
ورغم أن قرار موسى فقي، وُوجه بالرفض من قبل بعض الدول، في مقدّمتها الجزائر وجنوب أفريقيا، باعتباره “قرارا أحاديا” لم يتخذه فقي بالرجوع إلى أعضاء الاتحاد الأفريقي، إلا أن دولا عديدة ساندت بطريقة أو بأخرى هذا القرار على غرار المملكة المغربية، وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا.
وأوضح المصدر ذاته، أن محمد موسى فقي، اتخذ هذا القرار طمعا في حصوله على دعم “الموساد” لنيل رئاسة دولة التشاد.
مخطط التوغل في القارة السمراء لم ينتهي هنا، حيث قام مدير الموساد بزيارة تعتبر الأولى من نوعها إلى التشاد، شهر جوان الماضي، أين اجتمع بمدير المخابرات التشادية أحمد كوجري وعرض عليه إقامة قواعد عسكرية كبيرة وتطوير طائرات الدرون الخاصة بالمراقبة في شمال الأراضي التشادية.
ومن المرتقب أن يجتمع دافيد دادي برينغ، نهاية شهر نوفمبر بأهم شركائه في القارة السمراء للعمل على حماية مصالح “إسرائيل” في المنطقة.
ولعل أبرز الملفات التي تعمل عليها الاستخبارات “الإسرائيلية” مع شركائها الأفارقة، ردع الوجود الإيراني في السودان والاستثمار في الأزمة في الخرطوم وطهران، إلى جانب اهتمامها بالتواصل مع جميع الأطراف الليبية.
الجزائر تتصدّى للتواجد “الإسرائيلي” في أفريقيا
ومع إعلان الاتحاد الأفريقي قبول منح الكيان الصهيوني عضوية المنظمة القارية كعضو مراقب، سارعت الجزائر لإجهاض هذه المبادرة التي تم اتخاذها بقرار أحادي من رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمد موسى فقي.
وأدّت الجزائر إلى جانب جنوب أفريقيا و24 دولة أخرى، دورا هاما من أجل إدراج هذا الملف على أجندة المداولات الأفريقية.
وتقدمت 7 دول عربية في الاتحاد الأفريقي على رأسها الجزائر باعتراض رسمي على القرار.
وأكدت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية أن قرار انضمام “إسرائيل” إلى المنظمة، يتعارض تماما مع القيم والمبادئ والأهداف المنصوص عليها في القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي.
ورفعت عدة دول بقيادة الجزائر وجنوب أفريقيا، طلبات متكررة من أجل تعديل جدول أعمال الدورة 39 لمجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الأفريقي الذي عقد مؤخرا بأثيوبيا، وتقديم مناقشة البند المتعلق بمنح “إسرائيل” صفة العضو المراقب في المنظمة الأفريقية.