مستشفى إبن سينا بفرندة… بين واقع الخدمات الصحية وتطلعات المواطنين – مقال محمد سبع

مقبرة فرندة… صرخةٌ صامتة من أعماق الموتى – مقال محمد سبع
 

أخبار بلا حدود- يُعد مستشفى إبن سينا بمدينة فرندة من بين أهم المؤسسات الصحية في ولاية تيارت، حيث يتميز بموقعه الاستراتيجي وخدماته التي ساهمت عبر سنوات طويلة في تلبية احتياجات سكان المدينة والمناطق المجاورة، ويشهد له الجميع بسكينته ونظافته العالية وتقاليده الراسخة في احترام معايير النظافة والانضباط، الأمر الذي جعله يحظى بسمعة طيبة من حيث ظروف الإقامة وبيئة العلاج.

غير أن هذه الصورة الإيجابية، خصوصًا فيما يتعلق بالنظافة والنظام، تقابلها تحديات حقيقية على مستوى نوعية الخدمات الصحية المقدمة، بسبب مجموعة من النقائص المسجلة في عدة تخصصات ومرافق أساسية، ما يدفع العديد من المرضى إلى البحث عن بدائل أخرى في القطاع الخاص أو في مؤسسات صحية خارج المدينة.

  • تاريخ من الخبرة وتراجع في الأداء

خلال السنوات الماضية، عرف مستشفى فرندة مرور طواقم طبية أجنبية من جنسيات مختلفة، منها الألمانية والصينية، الذين أسهموا في الرفع من مستوى الأداء الطبي. وقد ترك هذا الحضور أثرًا إيجابيًا واضحًا على نوعية الخدمات الصحية آنذاك، حيث اكتسب المستشفى خبرة تنظيمية وعلاجية معتبرة.

إلا أن التحولات التي عرفها القطاع الصحي، إلى جانب عوامل بشرية ومادية، أدت إلى تراجع مستوى التكفل بالمرضى، خصوصًا مع نقص الأطباء الأخصائيين في تخصصات حيوية مثل طب النساء والتوليد والجراحة العامة.

  • نقص الأخصائيين يدفع المرضى للبحث عن بدائل

يُعد غياب الأطباء الأخصائيين من أبرز الإشكالات التي تؤثر سلبًا على أداء مستشفى فرندة، حيث يجد المرضى أنفسهم مضطرين إلى التوجه إلى مستشفيات أخرى في ولايات مجاورة مثل تيارت أو وهران، أو اللجوء إلى العيادات الخاصة التي قد تشكل عبئًا ماليًا كبيرًا على الفئات ذات الدخل المحدود.

وفي هذا السياق، تبرز معاناة النساء الحوامل بشكل خاص، حيث يغيب التخصص في طب النساء والتوليد، مما يجبر العديد منهن على التنقل لمسافات طويلة من أجل إجراء عمليات الولادة القيصرية أو متابعة حالات الحمل المعقدة.

  • نقص المعدات الطبية وتأثيره على التكفل بالمرضى

من جهة أخرى، يعاني المستشفى من نقص بعض التجهيزات الأساسية، مثل جهاز التصوير بالأشعة (السكانير)، الأمر الذي يفرض على المرضى التنقل إلى مؤسسات صحية أخرى لإجراء الفحوصات الدقيقة، وهو ما يشكل عبئًا إضافيًا، خصوصًا على المرضى الذين يقطنون في مناطق نائية.

ويُسجل أيضًا قصور في عمل مخبر التحاليل الطبية، الذي لا يغطي جميع الفحوصات الضرورية، خاصة تلك المرتبطة بالأمراض المزمنة والمعقدة، مما يحد من قدرة المستشفى على توفير تشخيص دقيق وسريع للحالات المرضية الحرجة.

  • ارتفاع الكثافة السكانية وزيادة الضغط على المستشفى

ورغم الجهود المبذولة في توسعة مرافقه للرفع من طاقة إستيعابه، إلا أنه ومع تزايد التعداد السكاني في المدينة والمناطق المجاورة، أصبح المستشفى يواجه ضغطًا متزايدًا، خاصة في فترات الأزمات والحوادث الكبرى مثل حوادث المرور. وفي العديد من الحالات، يتحول المستشفى إلى مركز عبور فقط، يتم من خلاله تحويل المرضى والجرحى إلى مستشفيات أخرى.

هذا الوضع يبرز الحاجة الملحة إلى تطوير قدرات المستشفى سواء من حيث الموارد البشرية أو التجهيزات الطبية، لضمان تكفل أفضل بالمرضى وتخفيف الضغط عن المؤسسات الاستشفائية الأخرى في الولاية.

  • مبادرات ضرورية لتحسين الوضع

أمام هذه التحديات، يرى العديد من المتابعين أن تحسين الوضع يمر عبر عدة خطوات أساسية، في مقدمتها تعزيز الطاقم الطبي بأطباء أخصائيين في مجالات الأطفال، الأمراض الصدرية، الكلى، والتوليد، بالإضافة إلى ضرورة تحديث التجهيزات الطبية الأساسية.

كما أن إبرام اتفاقيات تعاون أو توأمة مع مؤسسات صحية جامعية أو مستشفيات كبرى قد يسهم في نقل الخبرات وتحسين الأداء، إلى جانب أهمية تفعيل حملات التبرع بالدم لتعزيز بنك الدم بالمستشفى، وضمان الاستجابة السريعة للحالات الاستعجالية.

  • تطلعات المواطنين وآمال المستقبل

رغم كل التحديات المسجلة، لا يزال المواطنون يأملون في استعادة مستشفى فرندة لدوره الحيوي كمؤسسة صحية قادرة على تقديم خدمات ذات جودة عالية، دون الحاجة إلى البحث عن بدائل بعيدة أو مكلفة.

ويعول الشارع المحلي على تدخلات جدية من قبل الجهات الوصية لدعم المستشفى وتوفير الإمكانيات الضرورية، بما يضمن حق المواطن في العلاج الكريم والآمن داخل مدينته.

فوز شباب بلدية فرندة… على مشارف المجد وحلم الصعود يقترب – مقال محمد سبع

محمد سبع – الجزائر

حقوق النشر :

إذا كنت تعتقد بأنه قد تم نسخ عملك بطريقة تشكل انتهاكاً لحقوق التأليف والنشر، يرجى إتصال بنا عبر نموذج حقوق النشر.

نموذج الإتصال

أية استفسارات أو نقاشات يرجى طرحها أسفله في خانة التعليقات و المناقشات.

 

شاهد أيضاً

مقبرة فرندة… صرخةٌ صامتة من أعماق الموتى – مقال محمد سبع

فوز شباب بلدية فرندة… على مشارف المجد وحلم الصعود يقترب – مقال محمد سبع

أخبار بلا حدود- في قلب مدينة فرندة النابض بالحياة والحب الكبير لكرة القدم، يتألق اسم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!