كأس العالم: الارقام تتكسر

الارقام تتكسر

  • الارقام تتكسر

في هذه الأسطر أردت أن أتحدث عن صراع هداف كأس العالم الذي ظل مستمرا منذ بداية البطولة في دورتها الأولى.

ولحسن الحظ أنني كنت شاهدا على حدة الصراع حول الوصول إلى عرش هداف كأس العالم في مرتين.

بعد أن انتقل عرش هذا اللقب إلى أكثر من لاعب من بين نجوم الساحرة الذين زينوا ملاعب كاس العالم في مختلف المدن التي نالت شرف تنظيم البطولة.

توقف الرقم عند الألماني غيرد مولر بأربعة عشر هدفا وظل باسمه طيلة عقود طويلة متبوعا بالفرنسي جاست فونتين الذي سجل ثلاثة عشر هدفا في دورة واحدة وهو رقم مميزا بقي صامدا إلى الآن ، ويليه الاسطورة البرازيلية بيليه الذي ارتبط ذكر كأس العالم به والذي تمكن من التوقيع على اثنا عشر هدفا أيضا ولكن في أكثر من ظهور ومشاركة.

وبقيت هذه الأرقام ثابتة حتى ظهر شاب برازيلي قال عنه بيليه أنه الوحيد القادر على منافسة إنجازاته وقد تحقق ذلك حرفيا وواقعا في ارشيف اللعبة الاكثر شعبية في العالم.

اللاعب الذي سافر إلى مونديال امريكا 1994 دون أن يشارك ، عاد بقوة وسجل أربعة أهداف في دورة فرنسا وساهم في وصول البرازيل إلى النهائي ولكن أداؤه السيء في ذلك اللقاء بسبب مشاكل شخصية كانت سببا مباشرا في خسارة السامبا يومها.

تعددت الإصابات وتنوعت وكادت أن تقضي على مسيرة الظاهرة حتى أن الجميع ظن أنه انتهى.

ولكن كان له رأي آخر حيث حمل منتخب البرازيل على أكتافه ونجح في تسجيل ثمانية أهداف كاملة مكنت البرازيل من الفوز بالبطولة الخامسة في تاريخها وجعلته يتربع على قائمة هدافي البطولة ليتساوى مع بيليه ويقترب من فونتين وغيرد مولر.

الظهور الاخير لرونالدو في نهائيات كأس العالم 2006 مكنه من كسر رقم مولر حيث تمكن من تسجيل ثلاثة أهداف في مرمى كل من اليابان وغانا جعلته يصل إلى الهدف الخامس عشر متجاوزا الألماني بهدف ليصبح الهداف التاريخي للمونديال ، هذا الرقم كان سيتعزز ولكن خروج البرازيل من الربع النهائي حال دون ذلك.

ولكن ظهور الشاب الصغير الألماني المميز في مونديال 2002 في كوريا واليابان والذي كان بمثابة مشروع هداف من الطراز العالي جعل رقم رونالدو مهددا ومسألة وقت فقط.

ولم يصمد رقم الظاهرة كثيرا لأن كلوزه أصر على أن يعيد الاعتبار إلى مواطنه بعد توحيد الألمانيتين.

فبعد أن ظهر بثلاثية كاملة في مرمى السعودية واصل التألق وأكمل دورة 2002 بخمسة أهداف.

ليعود بعدها ويسجل خماسية في مونديال 2006 التي جرت في موطنه المانيا والتي غادرها منتخبه في النصف النهائي.

هذه الأرقام جعلته يقترب أكثر فأكثر ، لأن رباعيته في مونديال جنوب افريقيا جعلته يقف خلف الظاهرة بهدفين فقط وهذا ليس بالأمر الصعب أمام مهاجم فذ عالي الجودة يجيد التسجيل من انصاف الفرص.

وكان ظهوره الاخير بطعم المسك لأنه منح فرصة المشاركة ولو بديلا وتمكن من تحطيم رونالدو وأمام البرازيل وهذا هو الشرف بحد ذاته إن صح التعبير.

والجميل في كل هذا أنه توج باللقب للمرة الأولى في تاريخه والرابع في تاريخ الكرة الألمانية لتنتهي اجمل حكاية في صراع عرش هدافي كأس العالم.

كنت شاهدا على كل هذا والذي اصنفه من اجمل ذكرياتي في المونديال ، رغم أنني كنت اتمنى أن يعزز رونالدو رقمه ويبتعد به عن عيون الطامعين ولكن خاب ظني لأن كلوزه كان صاحب إرادة قوية من جهة ولأن الارقام خلقت لتكسر.

أما فيما يخص رقم الألماني فأظن أنه سيبقى صامدا لفترة طويلة ولن يكون في متناول المهاجمين قريبا لأنه كبير جدا ويعد اقرب لاعب لهذا الرقم هو توماس مولر الذي يملك في رصيده عشرة أهداف ولكن استبعد أن يصل الى رقم مواطنه كلوزه كونه صانع ألعاب وليس مهاجم وأنه تقدم في العمر وقد لايكون اساسيا في تشكيلة هاينز فليك وتسجيل ستة أهداف ليس بالأمر السهل.

كاس العالم: أرقام غير قابلة للكسر

جميع الحقوق محفوظة للاستاذ :زيتوني إسماعيل

شاهد أيضاً

المنتخب الجزائري يرتقي للمركز الـ 41 في تصنيف الفيفا لشهر سبتمبر 2024

المنتخب الجزائري يرتقي للمركز الـ 41 في تصنيف الفيفا لشهر سبتمبر 2024

أخبار بلا حدود- حقق المنتخب الوطني الجزائري إنجازًا جديدًا في تصنيف الفيفا لشهر سبتمبر 2024، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!