أخبار بلا حدود- تلجأ العديد من العائلات إلى تأمين أعراسها وحفلاتها العائلية بفرق “بي آر إي” نسوية متخصصة، ترصد كل صغيرة وكبيرة لأي محاولات تصوير بالهواتف للعرسان أو المدعوين، وبرز هذا بشكل كبير في السنتين الأخيرتين، خاصة في الولايات الداخلية والعائلات المحافظة التي تحرص على عدم هتك ستر الحاضرات وفضح خصوصياتهن، في ظل ما بات يشاع على مواقع التواصل من فضح وعري.
ويتزايد الطلب على هذه الخدمة الجديدة التي يوفرها متعهدو الحفلات بأسعار تتراوح بين 20 و50 ألف دج، حسب عدد أفراد الفرقة وعدد المدعوين ونوعية الخدمة إن كانت حراسة فقط أم تغليفا للهواتف النقالة وحجب كاميراتها بغلاف شفاف، غير أنها في كثير من الأحيان تحدث صداما بين المدعوين والفرقة التي توجه أصابع الاتهام وتنشب على إثرها ملاسنات بين الطرفين، تفسد فرحة العرس.
وترتدي الفرقة النسوية زيا موحّدا، يتنقل أفرادها في كل زوايا القاعة وبين صفوفها ويرفعن لافتات ممنوع التصوير أو ألبسة مكتوب عليها شعار “ممنوع التصوير”، وفي حال الشك يتقربن من المعنية ويفتشن الهاتف وهو ما لا تقبله كثير من الحاضرات، وأكّدت من تحدثت إليهن “الشروق اليومي” أنّهن يشعرن بالإهانة والتخوين عندما تنتزع منهن هواتفهن على الملأ وكأنهن لصوص أمسكت بهن الشرطة، فلا شيء يعيد لهن كرامتهن وسمعتهن في حضور جميع معارفهن من أهل وأصدقاء.
وانتقدت سيّدة حضرت عرسا بولاية بومرداس طريقة تعامل فرقة أطلقت على نفسها تسمية “فرقة البياري”، حيث كان يرتدي أفرادها زيا أسود وهن من النساء “الضخمات” اللواتي يرمقن الحاضرات بنظرات ثاقبة ويشككن فيهن جميعا، داعية إلى تغيير طريقة العمل المفضوحة والمحرجة واعتماد السرية فيها.
وبالمقابل، لجأت فرق أخرى إلى تغليف هاتف المدعوات عند دخولهن إلى القاعة لمنع التصوير وتمكين المدعوات من استعمال هواتفهن في المكالمات للتواصل مع ذويهن والاطمئنان على أطفالهن، وهو أيضا ما لم تستسغه كثيرات، متسائلات، بأي حق تقوم فرق الحراسة بتجريدهن من هواتفهن..؟
ويؤكد بعض من يستنجد بهذه الخدمة أنهم يخشون على أنفسهم من تسريب صور العائلة والحاضرين وكذا العرسان، فرغم كل التحذيرات والملصقات التي توضع في القاعة وعلى الطاولات، إلا أن أشخاصا كثر لا يحترمونها ويتجاوزون حدود المسموح لهم، وهم يعتقدون أنهم بهذا التصرف يقللون كثيرا من فرص التعدي على الخصوصية وانتهاك الحرمة.