- عصر النكران
- كتبت
لست مشجعا وفيا لبرشلونة حتى لا يتهمني أحدكم بالتحيز ممن يريد أن يعترض على كلامي.
ولست متعصبا للمنتخب الأرجنتيني حتى لا يقال عليا شاب أراد أن يصدع رؤوس الناس بتعصبه.
ولكن متابع محايد لكرة الكرة أراد أن يبدي رأيه في مسألة ابعاد ميسي من قائمة المرشحين للكرة الذهبية.
هذا أمر غير منطقي البتة وان كان ميسي قدم موسما اقل من المعتاد ولعب في صفوف نادي ينشط في دوري ضعيف جدا على جميع الأصعدة.
ولكن موسمه لم يكن بذلك السوء الذي يجعله خارج دائرة المرشحين حسب رأيي.
ولنذهب بعيدا في الموضوع لو قام أي منا بمراجعة القائمة لوجد لميسي مكانا وبكل سهولة.
صحيح أن ميسي لم يقدم مستويات تسمح له بالفوز بالجائزة أو التواجد في مراتب متقدمة.
ولكن استبعاده ليس بالأمر الهين والمنطقي أيضا ، لاعب ساهم في فوز فريقه بالدوري المحلي وكأس السوبر الفرنسي كما فعل الكثير ممن تواجدوا في القائمة.
فميسي يستحق التواجد إن كان هذا هو المعيار ، إذا كانت المساهمة في تسجيل قرابة العشرين هدف والفوز بلقب أو اثنين أمر يكفي لذلك فالبرغوث قد فعل هذا.
وان كنت أرى أنه يجب استحداث جائزة تسمى جائزة ميسي لافضل لاعب في العام والعالم.
لم اكن اتوقع أن يوما يستبعد فيه ميسي من قائمة أفضل ثلاثين لاعبا في العالم قد يأتي يوما.
ولكن كون كرة القدم ظالمة في تفاصيلها ولا تخضع لمنطق معين فكان من اللازم أن يحدث هذا وقد حدث.
هو زمن النكران إذا القى بكل ظلاله فحوٌل الحلم إلى كابوس وغير المتوقع إلى واقع مؤلم والغير منطقي إلى منطقي يقرأ عناوين على صحف الجرائد على شكل اخبار عاجلة تثير الدهشة.
هذا الخبر ربما هو أشد تأثيرا على نفوس متابعي الكرة لأن سقوط ميسي من كبوة عرش الساحرة كان أشد وقعا من كل خبر.
وبلغت قوته على سلم تاريخ اللعبة سبعة درجات من الصدمة والحيرة فكان بشدة تأثير الزلزال في كل تفاصيله التي تسبب النكبة.
ولكنه قد يكون بمثابة الاستراحة لليونيل الذي يجعله فرصة وسبيلا لمراجعة الحسابات كي يعود قويا ويقود الارجنتين إلى تحقيق كأس العالم ومنح أبناء باريس لقب دوري الأبطال الذي فعلوا في سبيل تحقيقه كل شيء وقد جلبوا ميسي خصيصا لعله يحقق حلمهم هذا.