أخبار بلا حدود الاخبار على مدار الساعة
قال الكاتب الصحفي ساعد بوعقبة أن الرئيس السابق الراحل عبد العزيز بوتفليقة عندما اعتلى سدّة الحكم قبل 22 سنة، وضع خطة لتركيع الجنرالات والسّيطرة على الحُكم مثل ما فعله الرئيس الراحل هواري بومدين لمدة طويلة، وكانت الخطة هي أن يُلوث الجيش، وخاصة القيادة، بمفاتن الدّنيا المادية.
وقال بوعقبة في مقال رأي له على موقع “المدار تيفي”، أنه :”في 1995 حملت في سيارتي المرحومين بوتفليقة و رابح ييطاط، واتجهت بهما إلى تيبازة وشرشال لأكل السّمك هناك.. وفي الطريق سألت بوتفليقة وكان جلس في المقعد الخلفي و بيطاط يجلس بجانبي.. سألته، لماذا رفضت الرّئاسة التّي عرضها عليك الجيش؟ فقال لي:”عرضوا علي رئاسة السفيل، والرّئاسة الحقيقية هي رئاسة العسكر!؟”.
وأضاف: “وجدت نفسي أتمادى في أسئلتي الصجفية المُحرجة، فقلت له: وما الذّي يمنعك من تمديد رئاسة “السفيل”، إلى رئاسة العسكر حين تُنصب في المرادية؟! فضحك وقال لي: “أفضل أن يُجيبك سي رابح عن سؤالك هذا! فقال بيطاط: لا، السؤال موجه لك أنت!؟ أحسست بالخجل من نفسي وأنا أسأل هذا السّؤال المُحرج الذّي يضعني في خانة الشرطي وليس الصحفي! فسكتُ وأردت تغيير الموضوع، فرحت أتحدث عن الطبيعة الخلابة! فهم بوتفليقة قصدي وقال: “أجيبك على سؤالك بطريقتي!.. البلاد في حاجة إلى رئيس يكون “واكل قلب الذّيب”، يعني حيلي مثل الذّيب ليتعامل مع هؤلاء.. فالجيش الجزائري مثل القُنفذ، عندما يحس بالخطر يتكور حول نفسه ويخرج شوكه، ويصبح كتلة شوك بلا رأس! ويحتاج لرئيس يتصرف معه كما يتصرف الذئب مع القنفذ”.
وتابع:”وفي 1999، مارس علي بعض الضباط المُتقاعدين ضغطا رهيبا، ومنهم العقيد رمضاني أطال الله عمره، لكي أصير إعلاميا في مُساعدة بوتفليقة في حملته الانتخابية، فرفضت.. وذات يوم جمعتني جلسة مع مجموعة من الضياط في نادي الجيش، وعددهم كان يزيد عن عشرة من بينهم جنرالات وعقداء مُتقاعدين وعاملين، ومنهم رمضاني بالطبع، ولكي أهرب من الضغط الذّي يُمارسونه علي، حكيت لهم القصة وكيف يُفكر فيهم بوتفليقة!؟ ولكن بعد سنوات من تولي بوتفليقة الحُكم، التقيت ببعض هؤلاء في عُرس، ومنهم رمضاني، فقالوا لي لقد كنت على حق في موقفك المُحافظ على مسافة بينك وبين بوتفليقة رغم أنّه صديقك!؟”.
واختتم: “وذات يوم رأى السّعيد بوتفليقة أخاه الرّئيس يتعامل معي بطريقة غير عادية في حفل بقصر الشعب، فقال لأحد أصدقائي:”لسنا ندري ما الذّي بين يوعقبة والرّئيس؟!”، فقلتُ لصديقي: “إذا طُرح عليك السؤال ثانية قل له “ادْراڤَاوْ” مع بعضاهم.. حتى لا يسألك ثانية””.
