أخبار بلا حدود – تُعزز إيران من وجودها العسكري في سوريا، للمضي في مشروعها بإقامة دولة تابعة لإيران بالميليشيات المساندة لها، ما يضمن لها نفوذاً في أحد أكثر المناطق الهامة داخل أهم الأراضي في الوطن العربي.
ولطالما شكل التواجد الإيراني في سوريا خطراً يهدد قواتها، لا سيما مع تعرض الأخيرة لاستهداف من قبل طائرات إسرائيلية خلال الأشهر الأخيرة، فضلاً عن تحذيرات وجِهَت لطهران وتهديدات باستهداف قواتها إذا ما نقلت أسلحة إلى ميليشيا “حزب الله” اللبناني.
شكلت إيران مزيداً من الميليشيات بمقاتلين سوريين يعملون لصالحها تحت قيادة “الحرس الثوري”، مستفيدة من دخول عدد من البلدات والمدن الموجودة بمحيط دمشق في مصالحات مع نظام الأسد، بعد إطباق الحصار عليها وتجويع سكانها، ووضعهم أمام خيارين إما القبول بدخول النظام لمناطقهم أو مواصلة قتلهم.
هذا وقد أفادت وسائل الإعلام، بأن ميليشيات إيران تقوم بنقل شحنات أسلحة متطورة لصناعة صواريخ متوسطة وبعيدة المدى إلى قواعدها شرق سوريا، ضمن قوافل الزوار الشيعة القادمة من العراق إلى مدينة البوكمال.
حيث أن عشرات الحافلات التي تقل زواراً من الجنسية العراقية والإيرانية، عبروا تحت حراسة مشددة من معبر تسيطر عليه ميليشيا “الحرس الثوري” في قرية “الهري” شرق البوكمال، وقد قامت بإفراغ شحنات الأسلحة في منطقة “الكتف” على الأطراف الشمالية لمدينة البوكمال، وقسم آخر في منطقة “مزارع الدبوس” ضمن بادية “القورية”، شرقي سوريا.
هذا وقد استولت ميليشيا “حركة النجباء” العراقية والمدعومة إيرانيًا، خلال الساعات الماضية، على 3 منازل سكنية في مدينة معدان الخاضعة لسيطرة قوات النظام بريف الرقة الشرقي، تعود ملكيتها لمدنيين نازحين لخارج مناطق نفوذ النظام. حيث أن الميليشيا تعتمد على عناصرها المحليين لمعرفة المنازل التي تعود لنازحين ومهجرين، بهدف الاستيلاء عليها وتحويلها لمقرات ومستودعات أو منحها لقيادة وعناصر الميليشيا.
وفي إطار توطين الأجانب في سوريا، استقدم “الحرس الثوري” الإيراني، نحو 100 عنصر من الجنسية الأفغانية إلى سوريا بهدف إرسالهم إلى مدينة البوكمال على الحدود العراقية – السورية. وقالت وسائل الإعلام إن ثلاث حافلات تحمل لافتات كُتب عليها “أخوة زينب”، دخلت عن طريق المعبر الإيراني في الهري بريف البوكمال، وذلك من أجل تعزيز قطاع عياش بريف دير الزور الغربي.
يشير الخبراء، إلى أن الوضع في شمال شرق سوريا، يوصف بالكارثي في حال فتح المجال لإيران في التوسع أكثر، حيث أنه خلال سنوات من الممكن أن تصبح هذه المناطق مدينة تابعة لإيران، وخالية تماماً من أي موطن سوري.
ويضيف الخبراء، إلى أن إيران استغلت انسحاب قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة “فاغنر” من مناطق شمال شرق سوريا، حيث عملت “فاغنر” منذ سنوات على تحرير العديد من المناطق السورية من تنظيم داعش الإرهابي ولاسيما في دير الزور ومناطق شمال شرق سوريا.
بالإضافة إلى تحرير مساحات واسعة من البادية السورية التي كانت تحت سيطرة الجماعات الإرهابية “داعش”. ومع انسحاب “فاغنر” استغلت إيران هذا الإنسحاب وقامت باتخاذ مدينة دير الزور مركزاً لعملياتها.
ويختم الخبراء، إلى أن هدف إيران هو فرض نفسها كطرف لا يمكن استبعاده من أي تطور في الجانب السياسي للملف السوري، فضلاً عن نيتها امتلاك مفاتيح نفوذ تفرضه على صناعة القرارات في دمشق. بالإضافة إلى إحداث تغيير ديمغرافي عبر توفي كتلة سكانية حول دمشق وبين دمشق وحدود لبنان تكون موالية لطهران.