أخبار بلا حدود- استقبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط والمبعوث الخاص لرئيس جمهورية العراق، محمد علي تميم، الذي سلّمه دعوة لحضور القمة القادمة لجامعة الدول العربية، ببغداد، حسبما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية.
وأكد المصدر، أن اللقاء حضره بوعلام بوعلام، مدير ديوان رئاسة الجمهورية، والسيد أحمد عطاف وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، والشؤون الإفريقية.
وكانت منصات التواصل الاجتماعي قد عجت بوسم واسع النطاق تحت عنوان “لا تذهب للعراق”، موجهاً نداء مباشراً إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بعد أيام فقط من تلقيه دعوة رسمية لحضور القمة العربية المقررة منتصف مايو المقبل في العاصمة العراقية بغداد.
ودعا هذا الوسم الرئيسَ تبون إلى تجنب حضور القمة، بسبب مخاوف عبّر عنها ناشطون ومواطنون، تتعلق بالوضع الأمني والسياسي في العراق، إضافة إلى خلفيات تاريخية أليمة ما تزال حاضرة في الذاكرة الجزائرية، خاصة ما يتعلق منها بالرئيس الراحل هواري بومدين، أكثر الزعماء تأثيرا في التاريخ الجزائري بعد الاستقلال.
- “لم ننس بومدين والصديق بن يحيى”
في مقطع فيديو لمواطنة تخاطب الرئيس تبون بتوسل، راجية منه عدم السفر إلى العراق، استحضرت حادثتين بارزتين كانت إحداهما مفصلية في تاريخ الجزائر، وهي التي تتعلق بالوفاة الغامضة للرئيس الأسبق، هواري بومدين، عقب زيارة له إلى العراق عام 1978، وهي الزيارة التي ربطها البعض لاحقاً بفرضية التسميم، رغم غياب أدلة تثبت ذلك.
وتتعلق الحادثة الثانية، بالمأساة التي طالت وزير الخارجية الأسبق، محمد الصديق بن يحيى، الذي كان يقود وفدا جزائريا من 13 دبلوماسيا، في إطار جهود وساطة لوقف الحرب بين العراق وإيران، قبل أن تستهدف طائرته بصاروخ عراقي عام 1982.
هذا وكتب منصور مصطفى عبر حسابه على فايسبوك قائلا: “ندعو رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى عدم حضور القمة العربية المرتقبة في بغداد، منتصف شهر ماي المقبل، وذلك بسبب السياق الإقليمي بالغ التعقيد، إذ تعيش منطقة الشرق الأوسط على وقع تصعيد إسرائيلي دموي متواصل ضد قطاع غزة، إلى جانب تحولات سياسية وأمنية حساسة تمس عدة دول عربية، هذا من جهة. ومن جهة أخرى هناك مخاوف أمنية.. وذكريات تاريخية سيئة تجمعنا بالقمة العربية التي تحتضنها العراق”.
وكتب عبد القادر عبر حسابه قائلا: “العراق… زيارة محفوفة بالنار.. عندما يدخل رئيس الجزائر أرض العراق، فهو لا يدخل دولة ذات سيادة كاملة… بل منطقة رمادية تتصارع فيها أجهزة العالم المخابراتية من تحت الطاولة. من واشنطن إلى طهران، من تل أبيب إلى أنقرة… الكل يزرع عيونه هناك. والكل يمتلك الزناد. والكل يبحث عن لقطة بث مباشر تُشعل الشرق الأوسط”.
ودوّن معلق آخر: “لا نريد تكرار ما حدث للزعيم هواري بومدين رحمه الله. حفظ الله الرئيس تبون. الشعب الجزائري لا يريدك أن تذهب للعراق فامتثل لرجائهم”. وذهب أحدهم إلى التحذير مما أسماه “العدو الفرنسي” والموساد الإسرائيلي، مشيراً إلى أن هذه الأطراف قد تستغل الوضع في العراق لتوجيه ضربة للرئيس تبون بسبب مواقفه الأخيرة من قضايا إقليمية.
فيما كتب محمود جبري: “لا تذهب يا الرايس من فضلك، لا تجازف ولو واحد بالمئة، البلاد محتاجة لك أكثر من أي وقت مضى. لسنا مستعدين لأي مغامرة أو مجازفة بك، أملنا فيك كبير يا سيادة الرئيس للمضي بالجزائر إلى بر الأمان اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً”.
ويبقى أن زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى العراق -إن تمت- ستكون الأولى لرئيس جزائري منذ عقود طويلة، في وقت تمر فيه المنطقة العربية بظروف معقدة. وإلى ذلك، يواصل وسم “لا تذهب للعراق” حصد التفاعل.