ذكرت وسائل إعلام إسبانية أن الجزائر، ومن خلال سوناطراك، طلبت رسميا رفع أسعار الغاز المورد إلى هذا البلد، اعتبارا من 1 جانفي المقبل، في وقت ردت فيه شركة “ناتورجي” الإسبانية بشكل صادم على طلب المغرب عكس حركة تدفق الغاز في أنبوب المغرب العربي أوروبا، وشددت على أن الغاز المورد عبر “ميدغاز” موجه حصريا للزبائن المحليين في المملكة.
وفي هذا السياق، وفق صحيفة “اكسبانسيون” المتخصصة في الشؤون الاقتصادية، فإن سوناطراك أبلغت الطرف الإسباني أنها ترغب في مراجعة أسعار عقود الغاز بالنظر إلى الأسعار المرتفعة لهذه المادة في السوق، ووجود ملحق عقد مبرم بين الطرفين في أكتوبر 2020، نص على خفض أسعار الغاز المورد إلى إسبانيا بسبب الخسائر التي زعمت الشركة الإسبانية حينها أنها تكبدتها بسبب أزمة كورونا، وبالنظر لارتفاع أسعار عقود الغاز الجزائري وبالمقابل توفره في السوق الحرة بأسعار أكثر تنافسية.
ووفق المصادر ذاتها، فإن سوناطراك تريد مراجعة أسعار عقود 20 مليار متر مكعب من الغاز لصالح شركة “ناتورجي” الإسبانية، اعتبارا من 1 جانفي 2022، مشيرة إلى أن هذه المساعي ستحدث زلزالا حقيقيا في سوق الغاز والكهرباء الإسبانية الملتهبة أصلا منذ أشهر. وبحسب نفس المصادر، فإن الاتفاق الملحق المبرم على عقود الغاز بين سوناطراك وناتورجي في أكتوبر 2020 والذي خفضت بموجبه أسعار عقود الغاز الجزائري المصدر إلى إسبانيا، تضمن بندا يتيح إعادة التفاوض ورفع الأسعار اعتبارا من 1 جانفي 2022.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب نشر شركة “ناتورجي” أرباحها في مؤتمر مع محللين بمدريد قبل يومين، والتي أبانت عن قيمة أرباح بـ700 مليون أورو بنهاية الربع الثالث (نهاية سبتمبر الماضي)، وهي أرباح مردها الرئيسي ارتفاع أسعار الغاز التي ارتفعت بشكل كبير وضخت أرباحا معتبرة في خزينة الشركة.
وحسب محللين تعتبر هذه الأسباب كافية للطرف الجزائري لطلب رفع أسعار الغاز ومراجعة ملحق العقد المبرم مع ناتورجي، بداعي زوال الأسباب التي أدت إلى إبرامه. وخلال مؤتمر تقديم نتائج الشركة، ردت “ناتورجي” الإسبانية بشكل صادم على المغرب بخصوص عكس تدفق الغاز عبر أنبوب المغرب العربي أوربا من إسبانيا نحو المغرب، وهو الملف الذي طرح منذ عدة أسابيع.
وأكدت شركة “ناتورجي” الإسبانية في هذا الإطار أن قدرات النقل الإضافية لأنبوب “ميدغاز” ستكون عملية رسميا بنهاية العام الجاري (لم تقدم تفاصيل بدقة)، وستفوق 10 مليار متر مكعب سنويا. ولفتت “ناتورجي” الإسبانية إلى أن كميات الغاز الموردة عبر أنبوب “ميدغاز” ستوجه حصريا لتزويد الزبائن المحليين في إسبانيا وفقط، سواء السكان أو التجار أو المصانع.
للإشارة، فقد أمر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في 31 أكتوبر الماضي، شركة سوناطراك بعدم تجديد عقد أنبوب المغرب العربي أوربا المار عبر المغرب، بسبب استمرار الأفعال العدائية المغربية ضد الجزائر. وكنتيجة لعدم تجديد عقد الأنبوب، ظهرت أولى تبعات هذا الإجراء على المملكة المغربية، التي أطلقت مناقصات إقليمية ودولية لإمدادها بهذه المادة مع اقتراب فصل الشتاء وجلب غاز البوتان، بينما كانت تصلها جاهزة وخسرتها بسبب أفعالها العدائية تجاه جارتها الشرقية.