أيمن بن عبد الرحمان: الحكومة تؤكد عزمها على تعزيز الـمكتسبات التي تحققت للمرأة

أيمن بن عبد الرحمان الحكومة تؤكد عزمها على تعزيز الـمكتسبات التي تحققت للمرأة
 

أخبار بلا حدود – افتتح الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، السبت، الـملتقى الدولي حول نضال الـمرأة الجزائرية، “من ثورة التحرير إلى مسيرة البناء والتعمير”، بالمركز الدولي للمؤتمرات.

وأكد بن عبد الرحمان، السبت، في كلمة له خلال الملتقى الدولي، أن الجزائر تواصل العمل نحو تعزيز المكتسبات التي تحققت للمرأة وفق منهجية تشاركية لتعزيز قدراتها للانخراط في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وتابع قائلا “كانت المرأة الجزائرية درعا صلبا وحصنا منيعا للذود عن حمى الوطني ويحتفظ التاريخ بمشاهدة ناصعة رسمتها المجاهدات الثائرات”.

وأضاف “إن الدور الكبير الذي لعبته الـمرأة في معركة التحرير لم ينقطع، بل تواصل فيما بعد، في معركة أخرى لا تقل أهمية عن الأولى؛ ألا وهي معركة البناء والتشييد، لاسيما في ظل الدمار الذي خلفه الـمستعمر على جميع الأصعدة، حيث كان لها دور كبير وبنفس العزيمة والإرادة في إعادة بناء أسس الدولة وقواعدها”.

وقال الوزير الأول “إن الحكومة تؤكد عزمها على الـمضي قدما نحو تعزيز الـمكتسبات التي تحققت للمرأة، والعمل على تنسيق الجهود على كل الـمستويات، وفق منهجية تشاركية لتعزيز قدراتها وإبداعاتها فـي الانخراط فـي مسار التنمية الاقتصادية للبلاد.

كلمة الوزير الأول، بمناسبة افتتاح الملتقى الدولي
“نضال المرأة الجزائرية من ثورة التحرير إلى مسيرة التعمير”
السبت 30 جويلية 2022

بسم الله الرحمن والرحيم
والصلاة والسلام على رسوله الكريم

السادة مستشارو السيد رئيس الجمهورية؛
السيدات والسادة الوزراء ؛
السيد وسيط الجمهورية؛
ضيفات الجزائر الكريمات،السيدات الوزيرات من مختلف الدول العربية والدول الشقيقة وكذا الوفود الحاضرة معنا اليوم ؛
السيدات والسادة أعضاء السلك الدبلوماسي؛
السيدات والسادة مسؤولو الهيئات الرسمية للدولة وإطاراتها؛
ممثلو وسائل الإعلام، الحضور الكريم.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

يسعدني أن أشرف على افتتاح هذا الـملتقى الدولي حول نضال الـمرأة الجزائرية “من ثورة التحرير إلى مسيرة البناء والتعمير”، الذي تقام فعالياته بمناسبة احتفال الجزائر بالذكرى الستين لعيد الإستقلال والذي ستتواصل النشاطات والبرامج الـمرتبطة به على مدار السنة.
كما يطيب لي في البداية، أن أرحّب بضيفاتنا الكريمات من الدول الشقيقة والصديقة، اللائي نتشرف بزيارتهن إلى الجزائر لـمشاركتنا هذه الإحتفائية بحرائر الجزائر، اللّواتي سجل التاريخ كفاحهنّ بأحرف من ذهب في مسيرة الكفاح من أجل التحرير واسترجاع السيادة الوطنية.

إن هذا الـمؤتمر الدولي ينعقد في أعقاب إحياء الذكرى الستين لعيد الاستقلال، هذه الذكرى العزيزة على قلب كل جزائري، هي محطة يستحضر فيها الشعب الجزائري ذكرى تحرره، بعد أكثر من 132 سنة من الظلم والإبادة، ليسترجع فيها حريته وسيادة دولته الجزائر، بعد سنوات من الـمقاومة والكفاح الـمسلح، ويواصل بعدها معركة التشييد والبناء.

ولا يسعني في هذا الـمقام، إلا أن أنحني بإجلال وإكبار أمام التضحيات الجسام لأرواح شهيدات الوطن، تغمد الله أرواحهن الطاهرة الزكية بواسع رحمته. كما لا يفوتني، أن أزف تحية تقدير وإكبار للمجاهدات وأرامل الشهداء، متمنيا لهن دوام الصحة والعافية وطول العمر ليشهدن الـمزيد من محطات مسيرة البناء وتقدم الوطن وينعمن بخيراته.
أيتها السيدات الفضليات، أيها السادة الأفاضل،

لقد أثبتت الـمرأة الجزائرية الـمقاومة والثائرة، مكانتها في ساحة النضال والكفاح من أجل إستقلال البلاد، فقدمت صورة مشرفة ورائعة عن وقوفها مع أخيها الرجل أمام همجية الإستعمار، استلهمت منها العديد من حركات التحرر عبر العالم تجاربها.

وقد كانت الـمرأة الجزائرية دائما، وفي الأوقات العصيبة التي مرت بها الجزائر على مر التاريخ، درعا صلبا وحصنا منيعا للذود عن حمى الوطن، حيث يحتفظ التاريخ بصور ومشاهد ناصعة رسمتها الـمجاهدة لالة فاطمة نسومر ورفيقاتها ممن سرن على دربهن من الـمجاهدات الثائرات ضد الظلم والتحقير للمجتمع، حسيبة بن بوعلي، فضيلة سعدان، مليكة قايد، وجميلات الجزائر: جميلة بوحيرد، وجميلة بوعزة، وجميلة بوباشا والقائمة طويلة من حرائر الجزائر.

وقد تجلى ذلك في الإسهام غير الـمسبوق للمرأة الجزائرية خلال الثورة التحريرية الـمباركة، في الـمدن والقرى والأرياف، بل إن العمليات الفدائية النوعية التي نفذتها الـمرأة، لم يكن بإمكان حتى الرجال القيام بها، كما كانت الفدائية والكاتبة والـموزعة لـمنشورات الثورة، وأيضا الـممرضة والـمداوية لـمصابي جيش التحرير.
أيتها السيدات الفضليات، أيها السادة الأفاضل،

إن الدور الكبير الذي لعبته الـمرأة في معركة التحرير لم ينقطع، بل تواصل فيما بعد، في معركة أخرى لا تقل أهمية عن الأولى؛ ألا وهي معركة البناء والتشييد، لاسيما في ظل الدمار الذي خلفه الـمستعمر على جميع الأصعدة، حيث كان لها دور كبير وبنفس العزيمة والإرادة في إعادة بناء أسس الدولة وقواعدها.

إن هذه الـمحطات الناصعة والـمتميزة من مساهمة الـمرأة في الـمجتمع قابلتها إرادة سياسية قوية من أجل ترقية الـمرأة وضمان حقوقها، وتعزيز مشاركتها في الحياة السياسية والإقتصادية، بالشكل الذي يستجيب لتطلعاتها، ويرقى إلى مستوى التضحيات التي قدمتها في سبيل الوطن.

وقد سمحت هذه الإرادة السياسية التي ترجمتها الدولة كمبادئ دستورية راسخة، بتعزيز مكانة الـمرأة في الـمجتمع وهو ما تشهد عليه الأرقام والإحصائيات، فالعديد من القطاعات تجاوزت فيها الــيـد العاملة النــسوية نسبة تقدر بأكــثر من 50%، كقطاع الصحة، والتربية، والتعليم، كما تجاوز عــدد الطالبات فـي الجامعة عـــدد الطلبة بكثــير، وحتى تلك الـمهن التي كانت، إلى وقت قريب، حكــرا على الرجال، كأسلاك الأمن، والجمارك، والحماية الـمدنية، قد سجلت منحى تصاعديا في توظيف العنصر النسوي، وفتحت الباب أمامها لتولي الـمناصب القياديــة والـمسؤولية، والأمر كذلك فـي صفوف الجيش الوطني الشعبي، وسلك القضاء الذي عرف فيه العنصر النسوي حضورا لافتا في السنوات الأخيرة.

أيتها السيدات الفضليات، أيها السادة الأفاضل،

لقد حرص رئيس الجمهورية، السيد عبد الـمجيد تبون، إيمانا منه بالدور الـمحوري الذي يلعبه العنصر النسوي، كمتغير أساسي في معادلة البناء، على إيلاء الـمرأة أهمية كبيرة ضمن برنامجه، الذي تعمل الحكومة على تطبيقه، حيث التزم بمواصلة العمل على التمكين الإقتصادي للمرأة وتحسين وضعها، وتعزيز حقوقها وحمايتها من كل أشكال العنف، وإنشاء آليات لتعزيز الـمقاولاتية النسوية لاسيما في الـمناطق الريفية.
وإن الحكومة لتؤكد من هذا الـمنبر عزمها على الـمضي قدما نحو تعزيز الـمكتسبات التي تحققت للمرأة، والعمل على تنسيق الجهود على كل الـمستويات، وفق منهجية تشاركية لتعزيز قدراتها وإبداعاتها فـي الإنخراط فـي مسار التنمية الإقتصادية للبلاد.

وفي الأخير، وإذ أجدد الترحيب بضيوف الجزائر في بلدهم الثاني، أعلن رسميا عن افتتاح هذا الـملتقى الدولي، متمنيا لأشغاله النجاح، وأملي كبير في أن يساهم في نقل التجربة الجزائرية الرائدة في مجال التمكين للمرأة للمشاركة في التنمية الإقتصادية للبلدان والـمجتمعات.

وفقكم الله، شكرا على حسن الإصغاء،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

 

شاهد أيضاً

زيادات الأجور 2025: بين الشائعات والواقع الرسمي

زيادات الأجور 2025: بين الشائعات والواقع الرسمي

أخبار بلا حدود- في ظل الترقب الشعبي المتزايد بشأن زيادات الأجور لعام 2025، تتوالى الأخبار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!